Pages
▼
Aug 23, 2016
كيف تتسلل إتيل عدنان إلى جنتها الضائعة؟
لو تكتب اسم إتيل عدنان في محرك غوغل للصور، سواء بأحرف عربية أو لاتينية، لن تظهر أمامك أي صور للشاعرة في شبابها. جرب مثلاً أن تكتب «إتيل عدنان شابة» بالإنكليزية أو الفرنسية، ستجد أن كل الصور لذات العجوز الخالدة بابتسامتها الصادقة، وهي تسترق نظرة نحو الكاميرا. هنالك صورة بالأبيض والأسود لإتيل وهي تغطي وجهها بوردة وكأنها طفلة عثمانية تتهيأ لاختراق الزمن.
كلما سُئلت إتيل عن اللغة العربية، تعود بقصتها إلى بيت والديها في بيروت. تحكي عن أمها اليونانية التي جاء لقاؤها بزوجها السوري عبر اللغة التركية، فقد ولد والد إتيل في دمشق والتحق بالجيش العثماني حيث تعلم الألمانية والفرنسية حتى استقر بعائلته في بيروت. تجتهد إتيل في تفكيك سؤال اللغة الذي سيلعب دوراً محورياً في منجزها الأدبي والفني الذي تجاوز الستين عاماً حتى الآن. في شهادة مكتوبة تستدعي محاولات والدها تعليمها العربية فقد كانت اللغات في حياتها عديدة ومتغيرة حسب المكان: التركية واليونانية في البيت، الفرنسية في المدرسة، والعربية في الشارع! تقول إتيل أن والدها تحدث بالتركية مع أمها وفي المعركة كان يكتب الرسائل لها بفرنسية رومانسية. هكذا إذن، تصبح الفرنسية لغة المعركة التي ستخوض بها إتيل العالم.
Aug 17, 2016
Unsilenced Texts: Mona Kareem Translates Ashraf Fayadh
Palestinian poet, artist, and curator Ashraf Fayadh is currently imprisoned in Saudi Arabia on charges of renouncing Islam. Words Without Borders spoke with Mona Kareem, whose translation of Ashraf’s poetry collection Instructions Within will be published this fall as a part of The Operating System’s Glossarium: Unsilenced Texts and Modern Translations series.
Publisher Lynne DeSilva-Johnson describes the series as “an effort to recover silenced texts outside and beyond the familiar poetic canon . . . in particular those under siege by restrictive regimes and silencing practices in their home (or adopted) country.”
Words Without Borders (WWB): What ties together the poems in Instructions Within—thematically, aesthetically, or otherwise?
Mona Kareem (MK): I was able to finalize the translation Instructions Within this month. I can tell you that this is a unique work in the context of Arabic poetry. First, it is the only work of its kind to explore the experience of refugees and displacement with such poetic intimacy. It overcomes nationalist sentiments, revolutionary agitation, and linear collective narratives. Although Ashraf identifies as a “Palestinian poet,” his work is not at all familiar to the literature produced by others on displacement. He is specifically dedicated to unveiling the violence done to an individual like himself under the petro-capitalist theocracy that he was born in. This is crucial because for Ashraf, he is not dreaming of a certain homeland, and he is not losing one home, because loss and absence are persistently active in his life.
This brings me to his use of Quranic language and style. Such practice is totally familiar in Arabic poetry. Yet it becomes controversial in his work as it unveils the hypocrisy of this theocracy at subject. He consciously subverts the reference texts deployed by an authoritarian regime, so that they become words of sorrow and protest and desire. Some of the poems use a different diction, of Arabic pop culture or even ancient characters, to speak of his ontology, which he often symbolizes in the figure of a crow—dark and rejected, with wings but incapable of flying.
منى كريم: كل محاولة تجديدية في الشعر لحظة ثورية
حوار حسين الجفال - الحياة:
تكتب الشاعرة منى كريم قصيدة النثر وتترك مسافة كبيرة بينها وبين الشعر الكلاسيكي، تريد من الشعر أن يمشي بعيداً إلى أماكن تريد أن تسبر أغوارها. وتؤكد منى في حوار مع «الحياة» أنها تلتفت بعناية لليومي المعاش، مشيرة إلى أن الاغتراب حالة متلونة لديها، وأنها تحاول أن تتصالح معه.
تأخرت منى كريم في إصدار ديوانها الجديد، كونها اشتغلت في مساءلة الشعر والاحتمالات التي يفتحها أمامها في هذا العالم، وهي ترى أن الأدب قد يكون في النهاية لعبة للتسلية، «لكن من خلاله نستطيع أن نلتقط صورنا من المرايا المنكسرة، ونرتفع بأجسادنا مسافة أمتار عن الأرض».
صدر للشاعرة «نهارات مغسولة بماء العطش» (دار قرطاس 2002) و«غياب بأصابع مبتورة» (دار شرقيات 2004) و«أنام من أجله اليوم» (دار نوفا بلس للنشر والتوزيع 2016). إلى نص الحوار:
> ابتعادك عن الصورة الشعرية المتخيلة وان تكوني مهتمة باليومي المشبع بالكلمة البسيطة والمرهفة في آن؛ أهو ناتج من قراءتك للشعر المترجم أم أن سلطة النثر أعلى شأناً من الشعر الكلاسيكي؟
- كنت منذ البداية شاعرة قصيدة نثر تترك مسافة كبيرة بينها وبين الشعر الكلاسيكي. حتى أني في هذا الديوان أنادي على أبناء الحداثة أن نلقي بالكلاسيكية من على باخرة القصيدة. بالتأكيد واضح في هذا الديوان تجاوزي الصورة الشعرية المتخيلة - إذا ما كنت تقصد بذلك «الشعرية الصرفة» - تلك التي تأتي بمواقف وكائنات عجائبية إلى النص. إلا أن هذا النوع من الشعر مكتفٍ في ذاته. يبدأ وينتهي في لحظة. لا يستطيع أن يمشي بعيداً إلى أماكن يريد الواحد سبر أغوارها. من هنا جاءت هذه الالتفاتة الحتمية لليومي. أريد للغتي أن تعاونني في استقبال العالم كل يوم.
> «وحدها المغاسل العامة في أميركا - تحترم التعددية الثقافية....» من نصك «في فوائد الحداثة»، أين تكمن حساسية الشاعر في هذا الكلام الذي يبدو عادياً ومهترئ الملامح، مع أن قدرتك على خلق صورة شعرية مجنونة محط رهانٍ لأبناء جيلك؟
- لا أعرف أين الإشكالية في كتابة العادي، وأين المكسب في كتابة الصورة المجنونة كما تسميها؟ أعتقد أن هذا النص مثال جيد على روح المجموعة. فيه أتحدث بسخرية هادئة عن حياة المدينة خلال عبورها السريع أمام عيني الشاعرة. أتحول أولاً إلى سلحفاة لأستعير البطء أمام العاصفة، فاصطاد بذلك لحظات التعري والتقلب التي تعتري شخوص المدينة في قضاء يوم آخر. تبدو السلحفاة - الشاعرة وكأنها خفية، لأن كل منا في المكان الكبير لا يحصل سوى على التفاتة عابرة من الآخر. فأكتب في نهاية النص أن تمازجنا المستحيل لا يحصل سوى في غسالات الملابس العمومية، على رغم أننا نتلاصق ونتزاحم طوال الوقت من أجل عبور الطريق.
إن تبتعد خطوة سأبتعد اثنتين وإذا ابتعدت اثنتين أقتلك بضمير مرتاح
صدر هذا العام الديوان الأول للشاعرة آية نبيه عن الكتب خان في القاهرة. في القراءة الأولى شعرت بالقصائد والتراكيب تتزاحم في مساحة ضيقة. وبعد عدة قراءات، عرفت كيف أنظم انطباعاتي في ارتباك النصوص. على صفحات الديوان، رسمت خطوطاً وأسهما متناثرة وكتبت ملاحظات عمودية وأفقية وتعليقات حانقة وأخرى ملتئمة، أحياناً أقوم بتحرير النص ليصبح نصي وأحياناً أخرى أبحث عن كريوغرافيا ما تهيكل العمل.
تفتتح نبيه عملها بنص بلا عنوان، بل قد يكون مفتتحاً يلف المجموعة قبل أن تدخل إليها. نقرأ السطر الأول «في البدء كان الفراغ» بخط مائل. لاحقاً تستخدم الشاعرة الخط المائل في نصوص أخرى وكأنه صوت راو مجهول. في هذا المفتتح هنالك توضيح صارم ضد المجاز وبأن النصوص تذهب من المادي إلى الذاتي. ويصدر التوضيح بصوت مونولوجي مهمته «طرد الفراغ». في مواضع أخرى، تستبدل الشاعرة الفراغ بمفردة مثل «الخواء» كما أنها تتكئ بشكل كبير على «مضي الوقت» باعتباره ترجمة أخرى لطرد الفراغ. نجد أنفسنا أمام ٣ مصائر: هل نضع الفراغ في زجاجة فيختنق؟ أو نلقي به في البحر فيغرق؟ أم نكّسره ونهديه لأحدهم؟ هكذا نجد أن الوقت لا يمضي إلى الأمام مثلما لا يغطي الفراغ الشاسع جسد الأفق فالقصيدة تسير في اتجاهات شتى.
تكتب نبيه وكأنها تطوي قمصان أفكارها، تفتح قصيدتها بتمارين ركوب الموج، تخلق مداً وجزراً، تخطفها الرمال من غربتها إلى بر التشابه، فتصنع من الموج أرضاً لها، هكذا تراكم الأفعال الصغيرة واحدة فوق الأخرى حتى ينهار عالمها فتعصره إلى صلصال واحد. في المقطع الثاني تتحسن الرحلة لكنها تكتسب صعوبة فإيقاعها يشبه الحركة المتخبطة لسيارة تصعد جبلا وعرا: «ليس ثمة طريق يكسو الأخضر جانبيه حتى النهاية/ أم ليس ثمة نهاية لطريق/ أعرف أن صحرائي بعيدة/ لكني لا أمل عد زجاجات المياه بعد كل خطوة/ لأضمن أني سأتجاوزها/ ما لا يمنع من مواصلة المشي/ ساحبة طريقي ورائي/ خفيفًا ومرتاحا/ ينتفض من النسيم». تتنقل الصورة بين الطريق والأنا، تستمر الذات في سيرها، حتى تلامس أصابع الطريق. لا تكترث الذات الا بعالمها المادي. الأشياء الصغيرة. الأغنيات. الأماكن المحيطة. أكثر من أي أصوات أو أجساد. وفي مثل هذا اللقاء، تنفخ الذات من روحها في الجماد لتفعيله، فتصبح منه، حتى»ينتفض من النسيم».