1
ماذا سنفعل بالمغنّية؟
ها هي تقف في غرفة العرض الضيقة
اختارتها بعناية
لتلتصق ذبذباتها بنا
تستأمننا هذا السر
ندخل الحفل
كما يدخل اليائس بيت قارئة الطالع
الصوت من أمامنا
والحانة من خلفنا
لا تسألنا عن مصادر الندم
بل عن حضوره الثقيل
كل ما تقوله سؤال وحقيقة
لا ينتهي النص بالهروب
كما لا ينتهي الليل بالنعاس
2
على جسر الكاروسيل
الذي رسمه فان غوخ
وقفت أرواحٌ ثلاث
في افتتاحية حكواتية ناعمة:
واحدة تسرد
وأخرى تستدعي
وثالثة تستقر
صعود وسقوط إيقاعي
يحجب الأسطورة واللون
بصيرة ضعيفة وعقل خجل
أغنية عالقة في المرآة
ولغة متفجرة بالعالم
3
داخل الأغنية
تصبح الذاكرة مركباً متوفراً
فرصةً لحديث ودّي مع ذات سابقة
لكل زمن طيفُه
ولكل طيف رغباتُه
لا يغوص الطيف إلى الداخل
بل يطفو
كممارسة مؤقتة للحداد
كاستدعاء سريع للمستتر
وأحياناً
قد يُختطف الطيف
4
بتقطيعة الشكل
يتساوى الشعر بالسفر
أعني الشعر كصورة
نُصرّ على كتابتها
ثم مسحها
قلم الرصاص والممحاة
في قبلة أبدية
إنها لعنة الأثر
* نشرت في ملحق هامش - الجمهورية
No comments:
Post a Comment