منى كريم
يعتبرونها إحدى نجمات أفريقيا في مجال الموسيقى، وصوت الإبداع المُسيّس باسم الحياة، وفيروز الجزائر التي يسمعها أهلها قبل أبناء المهجر، فهي الفتاة التي ولدت لعائلة أمازيغية لها سبعة أطفال، شجعها أخوها الملحن على الغناء لتدرس الموسيقى في عمر مبكر بين إخوتها الذين خرج منهم مغني «موسيقى الجاك» وأخت راقصة، لتختص فيما بعد بدراسة الموسيقى العربية والهندسة في آنٍ واحد. سعاد ماسي من الفنانات القلائل اللواتي استخدمن الموسيقى الغربية خاصة الكنتري والفولك ممزوجة بلغات عدة تجيدها تغلب عليها العربية لتخرج من فرقة «أتاكور» الجزائرية السياسية وهي فرقة روك، سبق أن أصدرت ألبومين حصدا النجاح، إلا أن هذا النجاح جاء مع تهديدات بالقتل اضطرتها إلى تلبس شخصية رجل ومن ثم الرحيل إلى باريس.
ماسي تغني بالعربية والفرنسية والإنجليزية والأمازيغية بدأت من الأغنيات السياسية الساخطة التي ترفض استلاب الوطن، إلا أنها سرعان ما خرجت من هذا الرداء لتغني الحب دون أن تتوقف عن الإشارة بأن هؤلاء العشاق ومشاعرهم بحد ذاتهم صور أخرى للوطن الذي حرمت منه تعسفاً. أصدرت أربعة ألبومات هي راوي، دب، مسك الليل، وألبوم أخير صدر قبل عامين لأشهر حفلاتها في باريس التي ترافقت مع العود والآلات الشرقية الممزوجة بعشقها للغيتار. وعلى الرغم من هذا العشق الخاص للغيتار وتوسعها وتمسكها الشديد بأشكال الموسيقى الغربية، فإن ماسي لا تغني في حفلاتها إلا برفقة الآلات الشرقية التي تصفها بأنها لغة توصل رسائلها للمستمع.
قبل أن ترتبط ماسي بفرقة «أتاكور» التي انطلقت منها وهربت منها لاحقاً، كانت قد اشتركت مسبقاً مع فرقة فلامنكو وهي في السابعة عشرة من عمرها إلا أنها سرعان ما انفصلت عنهم لأنها لم تجد ذاتها في بساطة الفرقة، وحين انتقلت إلى باريس استجابت لدعوة جاءتها من مهرجان «نساء من الجزائر» لتشارك وتحصل على عقد مع شركة آيلاند وتصدر ألبومها «راوي» الذي كان باللغتين العربية والفرنسية ليحقق نجاحاً ساحقاً وحاصداً نقداً إيجابياً شبه موسيقاها بموسيقى الكنتري الأميركية الستينية كما شبهت بالأميركية الأفريقية الشهيرة تريسي شابمان التي تغني الكنتري والفولك وتوزع أغانيها بين قضية جماعتها وقصص الحب.
الآن، ماسي تقدم عشرات الحفلات الجماهيرية في فرنسا ودول العالم بحيث لم تتمكن من إصدار ألبوم خامس لها خلال العامين السابقين، إلا أنها تؤكد أنها ستحاول في عملها القادم أن تدخل المزيد من الآلات وتشترك مع مطربين آخرين مركزة على ثيمة الحب التي كانت طريقها الأقصر والأفضل لقلوب المستمعين.
وتحب ماسي أن تغني المرأة العاشقة أكثر من غيرها، فكانت أغنيتاها «دنيا وزمان» و»ماتبكيش» حوارات مع نساء مكسورات، ففي الأغنية الأولى تتحدث باللهجة الجزائرية البسيطة مع حبيبها الذي ترمز له بالزمان وفي أغنيتها الثانية تقول:
ما تغميش وما تبكيش .. أنا ما قلهالي حتى واحد
ما تغميش وما تبكيش .. كنت حابة يقولهالي واحد
كم من الناس يرقدوا .. وأنا بسمع الليل يتنفس
حين سألت ماسي لماذا تغني أجابت: «صحيح إنني أعيش في فرنسا إلا أن البحر المتوسط الذي يفصلني عن بلدي مازالت تعيش فيه عائلتي، إلا أنني سأستخدم الموسيقى لأدين الظلاميين لكي لا يعتقدوا لثانية واحدة أنهم انتصروا وأن كل دماء حملة النور هُدرت دون مقابل!».
جريدة أوان - أغلقت في مايو 2010
يعتبرونها إحدى نجمات أفريقيا في مجال الموسيقى، وصوت الإبداع المُسيّس باسم الحياة، وفيروز الجزائر التي يسمعها أهلها قبل أبناء المهجر، فهي الفتاة التي ولدت لعائلة أمازيغية لها سبعة أطفال، شجعها أخوها الملحن على الغناء لتدرس الموسيقى في عمر مبكر بين إخوتها الذين خرج منهم مغني «موسيقى الجاك» وأخت راقصة، لتختص فيما بعد بدراسة الموسيقى العربية والهندسة في آنٍ واحد. سعاد ماسي من الفنانات القلائل اللواتي استخدمن الموسيقى الغربية خاصة الكنتري والفولك ممزوجة بلغات عدة تجيدها تغلب عليها العربية لتخرج من فرقة «أتاكور» الجزائرية السياسية وهي فرقة روك، سبق أن أصدرت ألبومين حصدا النجاح، إلا أن هذا النجاح جاء مع تهديدات بالقتل اضطرتها إلى تلبس شخصية رجل ومن ثم الرحيل إلى باريس.
ماسي تغني بالعربية والفرنسية والإنجليزية والأمازيغية بدأت من الأغنيات السياسية الساخطة التي ترفض استلاب الوطن، إلا أنها سرعان ما خرجت من هذا الرداء لتغني الحب دون أن تتوقف عن الإشارة بأن هؤلاء العشاق ومشاعرهم بحد ذاتهم صور أخرى للوطن الذي حرمت منه تعسفاً. أصدرت أربعة ألبومات هي راوي، دب، مسك الليل، وألبوم أخير صدر قبل عامين لأشهر حفلاتها في باريس التي ترافقت مع العود والآلات الشرقية الممزوجة بعشقها للغيتار. وعلى الرغم من هذا العشق الخاص للغيتار وتوسعها وتمسكها الشديد بأشكال الموسيقى الغربية، فإن ماسي لا تغني في حفلاتها إلا برفقة الآلات الشرقية التي تصفها بأنها لغة توصل رسائلها للمستمع.
قبل أن ترتبط ماسي بفرقة «أتاكور» التي انطلقت منها وهربت منها لاحقاً، كانت قد اشتركت مسبقاً مع فرقة فلامنكو وهي في السابعة عشرة من عمرها إلا أنها سرعان ما انفصلت عنهم لأنها لم تجد ذاتها في بساطة الفرقة، وحين انتقلت إلى باريس استجابت لدعوة جاءتها من مهرجان «نساء من الجزائر» لتشارك وتحصل على عقد مع شركة آيلاند وتصدر ألبومها «راوي» الذي كان باللغتين العربية والفرنسية ليحقق نجاحاً ساحقاً وحاصداً نقداً إيجابياً شبه موسيقاها بموسيقى الكنتري الأميركية الستينية كما شبهت بالأميركية الأفريقية الشهيرة تريسي شابمان التي تغني الكنتري والفولك وتوزع أغانيها بين قضية جماعتها وقصص الحب.
الآن، ماسي تقدم عشرات الحفلات الجماهيرية في فرنسا ودول العالم بحيث لم تتمكن من إصدار ألبوم خامس لها خلال العامين السابقين، إلا أنها تؤكد أنها ستحاول في عملها القادم أن تدخل المزيد من الآلات وتشترك مع مطربين آخرين مركزة على ثيمة الحب التي كانت طريقها الأقصر والأفضل لقلوب المستمعين.
وتحب ماسي أن تغني المرأة العاشقة أكثر من غيرها، فكانت أغنيتاها «دنيا وزمان» و»ماتبكيش» حوارات مع نساء مكسورات، ففي الأغنية الأولى تتحدث باللهجة الجزائرية البسيطة مع حبيبها الذي ترمز له بالزمان وفي أغنيتها الثانية تقول:
ما تغميش وما تبكيش .. أنا ما قلهالي حتى واحد
ما تغميش وما تبكيش .. كنت حابة يقولهالي واحد
كم من الناس يرقدوا .. وأنا بسمع الليل يتنفس
حين سألت ماسي لماذا تغني أجابت: «صحيح إنني أعيش في فرنسا إلا أن البحر المتوسط الذي يفصلني عن بلدي مازالت تعيش فيه عائلتي، إلا أنني سأستخدم الموسيقى لأدين الظلاميين لكي لا يعتقدوا لثانية واحدة أنهم انتصروا وأن كل دماء حملة النور هُدرت دون مقابل!».
جريدة أوان - أغلقت في مايو 2010
مقال جميل
ReplyDelete