كارلوس لطوف ريشة برازيلية تدعم القضايا العربية... مجاناً!
كتبت منى كريم
يبدو أن الإنترنت لم يعد «عالماً افتراضياً» بعد الآن، فإن كانت البشرية تعتقد قبل سنوات بأن الشبكة الإلكترونية طريقة للتواصل أو تفريغ الهموم والتحاور مع أشخاص لا يمكنهم الحكم عليك بحكم المسافة، فعالم الإنترنت الآن تحول إلى سكين حادة تُوضع على أعناق السلطات، فالتجربتان التونسية والمصرية استغلتا الشبكات الاجتماعية بأذكى الأشكال لخلق الثورات وتقديمها بشكل مباشر إلى العالم بلغات ووسائل إلكترونية مختلفة... الإنترنت بكل بساطة تحول إلى عربة يمتطيها الشباب لبلوغ أهدافهم وخلق التغيير.
في السابق، كانت الجماهير محكومة بوسائل الإعلام الوطنية التي تديرها السلطات وبالتالي فإن الشارع غالباً لا يجد مطرباً يغني له ورساماً يصور تضحياته. الآن، لم يعد الأمر كذلك، فحينما تهرب الكثير من الفنانين عن مظاهرات مصر الغاضبة، استمع المصريون من خلال مكبرات الصوت لمحمد حمام وهو يصدح بأغنيته الشهيرة «بيوت السويس» بالإضافة إلى أعمال سيد درويش والشيخ إمام وأهمها «يا مصر قومي وشدي الحيل». وعلى نفس المنوال، اختار الشارع المصري بعد الشارع التونسي رسومات فنان برازيلي يدعى كارلوس لطوف لتكون شعارات له في التظاهرات ورموزاً مطبوعة على قمصان الشباب المرابط في ميدان التحرير.
كارلوس لطوف ليس مجرد رسام كاريكاتيري ساخر ولاذع بل هو ناشط سياسي يعلن عن ميوله اليسارية التي دفعته لزيارة فلسطين ومخيمات اللاجئين في مناطق مختلفة بالإضافة لرفضه السياسيات الأميركية تجاه المنطقة ودعمها لإسرائيل. لطوف رجل في الأربعين من عمره من أصل لبناني انطلق من خلال رسومات نشرها على حائط «اتحاد التجار اليساريين» في مدينة ريو دي جانيرو حيث وُلد واعتقل عدة مرات بسبب رسوماته التي فضحت وانتقدت ممارسة الشرطة في استخدام العنف بالإضافة إلى حالة الفساد التي تحكم بلاده.
وقد ربط لطوف اسمه بالقضايا العربية دون قصد بسبب تعاطفه مع ما يحصل للشعوب العربية من صراعات خارجية بالإضافة إلى التصادم مع حكوماتها التي تقابلها بالقمع والاضطهاد، وهو ما جعله يرسم أعمالاً متسلسلة كان أشهرها «أنا فلسطيني» والتي حصدت له جائزة في أحد الملتقيات العالمية مواجهاً اتهامات عديدة بمعاداة السامية من منظمات أوروبية يهودية دون أن يتم تجريمه بأي منها. لطوف يؤكد دائماً على أنه لا يعادي اليهود أو اليهودية ولكنه يرفض ممارسات الدولة الإسرائيلية التي تتخذ من الدين درعاً لها لتبرير ممارساتها ضد الفلسطينيين وكذلك اللبنانيين والسوريين.
في تظاهرات تونس، قال لطوف من خلال شبكة «تويتر» الاجتماعية على الإنترنت بأنه يؤكد على أحقية الجميع في نشر أعماله من خلال وسائل الإعلام أو استخدامها في التظاهرات بأي شكل من الأشكال متنازلاً عن حقوقه المادية في هذا الشأن، ومبرراً ذلك بأنه الطريقة اليتيمة المتاحة أمامه لدعم الشباب الباحث عن التغيير ورفع معنوياتها والتعبير لهم عن مساندته لهم في نضالهم ضد أنظمتهم الديكتاتورية كما يصفها. بعد ذلك بأسابيع، انطلق لطوف في العمل على رسومات متعددة لدعم المتظاهرين المصريين بأسلوب ساخر وشبابي وجميل ضد السلطة المصرية ومن ثم على تفاصيل مختلفة مهمة كانت بمثابة ردود فعل على ما يطرحه الإعلام العالمي من تساؤلات تدور أهمها حول مشاركة المرأة والأقباط في المظاهرات المصرية.
هذا الفنان رغم كل الجدل الذي يثيره والاختلافات التي قد تفصلنا عنه خصوصاً من الناحية الأيدلوجية التي يقدمها بشكل حاد، إلا أنه يبقى نموذجاً واعياً من العالم الآخر يتطلع للمنطقة العربية بالكثير من الأمل والتشجيع مؤمنا بحق هذه الشعوب في رسم خطها لحياة كريمة تكفل الحقوق الإنسانية وتعمل ضمن إطار ديموقراطي... إنه الطائر الفنان الذي غنى خارج السرب النخبوي ليحط فوق صدور الشباب العربية بأسلوبه الساخر وألوانه الجريئة.
الراي
يبدو أن الإنترنت لم يعد «عالماً افتراضياً» بعد الآن، فإن كانت البشرية تعتقد قبل سنوات بأن الشبكة الإلكترونية طريقة للتواصل أو تفريغ الهموم والتحاور مع أشخاص لا يمكنهم الحكم عليك بحكم المسافة، فعالم الإنترنت الآن تحول إلى سكين حادة تُوضع على أعناق السلطات، فالتجربتان التونسية والمصرية استغلتا الشبكات الاجتماعية بأذكى الأشكال لخلق الثورات وتقديمها بشكل مباشر إلى العالم بلغات ووسائل إلكترونية مختلفة... الإنترنت بكل بساطة تحول إلى عربة يمتطيها الشباب لبلوغ أهدافهم وخلق التغيير.
في السابق، كانت الجماهير محكومة بوسائل الإعلام الوطنية التي تديرها السلطات وبالتالي فإن الشارع غالباً لا يجد مطرباً يغني له ورساماً يصور تضحياته. الآن، لم يعد الأمر كذلك، فحينما تهرب الكثير من الفنانين عن مظاهرات مصر الغاضبة، استمع المصريون من خلال مكبرات الصوت لمحمد حمام وهو يصدح بأغنيته الشهيرة «بيوت السويس» بالإضافة إلى أعمال سيد درويش والشيخ إمام وأهمها «يا مصر قومي وشدي الحيل». وعلى نفس المنوال، اختار الشارع المصري بعد الشارع التونسي رسومات فنان برازيلي يدعى كارلوس لطوف لتكون شعارات له في التظاهرات ورموزاً مطبوعة على قمصان الشباب المرابط في ميدان التحرير.
كارلوس لطوف ليس مجرد رسام كاريكاتيري ساخر ولاذع بل هو ناشط سياسي يعلن عن ميوله اليسارية التي دفعته لزيارة فلسطين ومخيمات اللاجئين في مناطق مختلفة بالإضافة لرفضه السياسيات الأميركية تجاه المنطقة ودعمها لإسرائيل. لطوف رجل في الأربعين من عمره من أصل لبناني انطلق من خلال رسومات نشرها على حائط «اتحاد التجار اليساريين» في مدينة ريو دي جانيرو حيث وُلد واعتقل عدة مرات بسبب رسوماته التي فضحت وانتقدت ممارسة الشرطة في استخدام العنف بالإضافة إلى حالة الفساد التي تحكم بلاده.
وقد ربط لطوف اسمه بالقضايا العربية دون قصد بسبب تعاطفه مع ما يحصل للشعوب العربية من صراعات خارجية بالإضافة إلى التصادم مع حكوماتها التي تقابلها بالقمع والاضطهاد، وهو ما جعله يرسم أعمالاً متسلسلة كان أشهرها «أنا فلسطيني» والتي حصدت له جائزة في أحد الملتقيات العالمية مواجهاً اتهامات عديدة بمعاداة السامية من منظمات أوروبية يهودية دون أن يتم تجريمه بأي منها. لطوف يؤكد دائماً على أنه لا يعادي اليهود أو اليهودية ولكنه يرفض ممارسات الدولة الإسرائيلية التي تتخذ من الدين درعاً لها لتبرير ممارساتها ضد الفلسطينيين وكذلك اللبنانيين والسوريين.
في تظاهرات تونس، قال لطوف من خلال شبكة «تويتر» الاجتماعية على الإنترنت بأنه يؤكد على أحقية الجميع في نشر أعماله من خلال وسائل الإعلام أو استخدامها في التظاهرات بأي شكل من الأشكال متنازلاً عن حقوقه المادية في هذا الشأن، ومبرراً ذلك بأنه الطريقة اليتيمة المتاحة أمامه لدعم الشباب الباحث عن التغيير ورفع معنوياتها والتعبير لهم عن مساندته لهم في نضالهم ضد أنظمتهم الديكتاتورية كما يصفها. بعد ذلك بأسابيع، انطلق لطوف في العمل على رسومات متعددة لدعم المتظاهرين المصريين بأسلوب ساخر وشبابي وجميل ضد السلطة المصرية ومن ثم على تفاصيل مختلفة مهمة كانت بمثابة ردود فعل على ما يطرحه الإعلام العالمي من تساؤلات تدور أهمها حول مشاركة المرأة والأقباط في المظاهرات المصرية.
هذا الفنان رغم كل الجدل الذي يثيره والاختلافات التي قد تفصلنا عنه خصوصاً من الناحية الأيدلوجية التي يقدمها بشكل حاد، إلا أنه يبقى نموذجاً واعياً من العالم الآخر يتطلع للمنطقة العربية بالكثير من الأمل والتشجيع مؤمنا بحق هذه الشعوب في رسم خطها لحياة كريمة تكفل الحقوق الإنسانية وتعمل ضمن إطار ديموقراطي... إنه الطائر الفنان الذي غنى خارج السرب النخبوي ليحط فوق صدور الشباب العربية بأسلوبه الساخر وألوانه الجريئة.
الراي
No comments:
Post a Comment